top of page

أيتُها الْحَلَزونة ! \ ابراهيم مالك

 

( من وحي لوحة للفنانة التشكيلية رانيا عقل )
 

 –

تأمَّلْتُ تِلْكَ اللوحة ، تأمَّلْتُها مِنْ أكثر مِنْ زاويةِ حِسٍّ وَرُؤية ، فوَجَدْتُ فيها بعضَ ذاتي ، وقد  التصقتْ بالشجرة ، تشبَّثَتْ بحِذْعِها ، لِتَدْفَعَ عنها عسْفَ ريحٍ وتقلبات زمن


:أيتها الحلَزونة ! كم يدْهِشُني دَوامُ شَدْوِكِ الغرِدِ 

" بيتي على ظهري علا " ، سأظلُّ أتمدَّدُ فيه ما طالتْ حياةٌ وبَقِيَ وُجود .
 –

:قالَ صاحِبٌ وكنا نتأملُ تلك اللوحة ، وسطَ غابةٍ تنْهَشُ شَجَرَها كَفُّ ريح ، قال 

.البَقاءُ هُوَ شَرْطُ كُلِّ وُجودٍ وأوَّلُ خُطى دَرْبِ عوْدَةٍ مُؤمَّلة 
 –

 :أسرَّتْ لي تِلْكَ اللوحة 

الفنُّ التشكيلي هو حِوارٌ صامِتٌ مَعَ بيئةٍ ، لا تترُكُ للصَّمْتِ مُتَّسَعاً ، وهو انبِهارُ

حِسٍّ حالِمٍ بِجمالِيّات ألْوانِ قوسِ قُزح ، وقد راحَ يَنْثُرُها في فضاءِ تِلْكَ البيئة
 -

أيَّتُها الحلزونة ، يا ابنة الحياة !

كمْ حلمتُ أن أحذو حَذْوَكِ ، أنْ أتعلَّمَ مِنْكِ ، كَيفَ أرسُمُ مَساراتِ حَياتي ، فأشَيِّدُ بَيْتي الدّافِىءَ الآمِنَ كَصَدَفة ، أنْعَمً فيهِ بعيْشٍ كريم ، وكُلُّ ما أطْمَحُ بِهِ هُوَ خُبْزي كفافُ عيْشي ، مَعْجونا بذَوْبِ جُهْدٍ ومَخْبوزاً بوهج عِشْق .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

כבר תוייג

 

 

אהבתילא אוהב · הגב

2

 

 

 

bottom of page