top of page

 

 

قراءة في أعمال الفنانة التشكيلية الفلسطينية رانيةعقل

 

*التشكيل جوهر قائم في ذاته بالتفكير الداخلي.

*أن أكون حاضرا هنا، بمعنى أني غائب هناك.

*التشكيل بالتيمات الكونية نهج لمحاولة فهم العالم.

 

إن الغائب، في عالم القيم الوجودية، لا يمكن أن يقوم بدون الحرية، كما أن الحرية لا يمكن أن تقوم بدون إمكانية الغائب، إذ أنه لم يكن للغائب معنى إلا بالنسبية للحاضر، أي في حدود النسبية، فإن الحرية، وهي حقيقة ” الوجود لذاته”، لا يمكنها أن تتضوع إلا في عالم السلب الخالص، هكذا، تتصور الفنانة التشكيلية رانية عقل، الغائب والحاضر كقوتين سلبيتين لا يمكنهما التحول الى ايجابية الوجود إلا بعد فعل التجاوز، وإذا كان هذا التجاوز لا يقوم على قيم مفارقة، لأنه مرتبط في جوهره بأخلاقيات تستمد وجودها من صيرورة التاريخ، فإن الفنانة ترفض مبدأ المطلق الذي يجمد الحاضر، في صورة القانون أو القاعدة، وبالتالي تجعل من الغائب فعلا ملازما بالضرورة للحرية، بل إن الغائب حرية في جوهره بقدر ما هو ثورة وخلق وابتكار، حيث أن “الغائب” يعد قوة من قوى الرفض والاحتجاج الكبرى، لا يمكن أن يوجد في عالم المطلق لأنه مثل الحاضر تماما، لا يكتسب أية قيمة أو معنى خارج الزمان البشري، بل إن الغائب، الذي مثلته في أعمالها، سواء بالرمز” طائر السنونو” أو الإشارة ” الثوب” أو العلامة ” الحرف العربي”،يجسد الغائب أكثر من الحاضر نفسه، الذي ينتمي لطبيعته الى النظام، فهو التاريخ ذاته أو محركه لأنه عنصر تغيير وتحول، لذلك كله، فالغائب المطلق أو الغائب من أجل الغياب لا جود له في عالم الواقع،ولا في أعمالها الفنية التي تتطلب مجهودا فكريا وبصريا، وحدسا عميقا لتجاوز اللوحة، وابتكار أساليب الغور بالمرايا المقرعة والمحدبة لمحاولة فهم العالم الذي تشكله للغائب، هو تماما، كالحاضر المطلق، عنصر من عناصر الخيال وقوة من قوى التعديم، الملازمة للحرية.

 

إن “الغائب”، بالنسبة للفنانة التشكيلية الفلسطينية رانية عقل، يمثل الجانب البغيض من نفوسنا، هذا الجانب الذي نلفظه ونسقطه على شخصية الآخر، الأمر الذي يتيح لنا أن نوضع هذه الغواية التي تستحوذ على ألبابنا وأن ننشئ هذا الإمكان الذي يتجلى لنا في أجمل صوره وأوسع احتمالاته، حيث إن الغائب، وما يصاحب انبثاقه في النفس من خلجات غريزية، يفجر لدينا ألونا وصنوفا من الحاضر، “الحرية” والغواية والإغراء التي لا تكف عن التسلط على مخيلتنا إلا أننا غالبا ما نكبتها في ثنايا اللاشعور، أو نجسدها في صورة شخص، أو مكان، أو إيقونة…ثم إن الفنانة في أعمالها الفنية الموسومة ب “الغائب”، تشكل الغائب في أبعد تجلياته، فهل يكون هو المقدس الدنيوي “الوطن” أم يكون الضمير الأكثر غيابا، أم الروح التي تخيم علينا من عالم علوي، أم الذات المتجلية في الحبيب والأسير والأهل والجار والقريب، أم أنه تراب الوطن الذي أصبح نسيا منسيا، تتقاذفه الاجتماعات واللقاءات والمؤتمرات، وتجتره الألسن دون القلوب، وهي تمثله في الآخر الذي يخالف ما هو موجود، ولا شك أن الآخر يفرض إرادة هدم وتدمير لا يمكنها أن تظهر إلا بعد الوجود، أي بعد استقرار نظام الحرية”الوطن”، وبهذا المعنى إذا كان الغائب والحاضر متعاصرين في نظر “رانية عقل” يمكن القول بأن الغائب هو : ” وجود اللا وجود ولا وجود الوجود”، إنه السلب، المتمظهر في أفق انتظارنا، إن إرادة الكينونة هي الرغبة الانطولوجية التي يتطابق فيها الوجود الفعلي مع الوجود المدرك لذاته تطابقا تاما وشاملا، بعبارة أخرى يقوم الوعي بالفن، من حيث هو متمايز عن الموضوع، أي من حيث هو نفي ذاته عن الوجود الموضوعي، وينفي في نفس الوقت الوجود الموضوعي عن ذاته، إن وجود الوعي ب”الغائب”، في أعمال الفنانة التشكيلية، سابق على طبيعة الأنا كوعي، أو هو يتطلب، من حيث هو وجود، ماهية الوعي من حيث هي شعور ووعي، ولكن وجود الوعي هو نفي لذاته عن الوجود الموضوعي، فالوجود الموضوعي إذن هو بعكس الوعي لما تتطلب ماهيته ووجوده،أي أنه، من حيث هو موضوع خارجي، “مشترك “،الماهية فيه سابقة على الوجود، وتتطلب وجودا أكثر حضورا بالفعل والممارسة المشتركة بين المتضررين من ” الغائب” أم المكتوين بنار مفتعل “الغائب”. وعلى هذا الأساس- فإذا امتازت أعمال الفنانة التشكيلية رانية عقل- “رغم بساطة التقنيات وقوة الفكرة”، بوجود الأنا بالوعي، فهو لأنه يوجد بالانفصال وبالتمايز عن الموضوع “الغائب”،حيث من خلال قراءتك للوحات تجد أن تتسم بنوع من الرمزية المشفرة، العصية على الإدراك، إلا بإعمال العقل وإشراك كل المكونات المعرفية والنسقية والمجتمعية، وفهم السياق التاريخي، للبيئة التي تعيش فيها ” رانية عقل”، وتتعايش مع سياج معنوي يحاصر الروح قبل الجسد، المتفاعل مع الأخر والمشترك الغريب، بينما يمتاز الموضوع بالاتصال المطلق وعدم التمايز المطلق، أي بالانغلاق على الذات، وهذا الموجود يسمى عند ” جان بول سارتر” ب “الوجود في ذاته” وكلمة “في ذاته” تعني معادلا أو مطابقا لذاته، أي أنه لا يوجد لأجل ذاته مثل الكائن الواعي بل هو مجرد قائم هناك، لا شك فيه، لا يعتوره أي فراغ، جامد، ولا يحتمل أي مسافة بينه وبين ذاته، فهو ملاء مطلق خال من الوعي، وإدراكنا لا يعني أن وجوده متوقف على الإدراك، كما يقتضي بذلك مبدأ التصورية، وإنما ندركه على أنه ما هو مستقل عن أنفسنا، إنه ليس إيجابا ولا سلبا، وليس ثابتا ولا منفيا، فهو أبعد من كل هذا، لأنه مجرد قائم لا يقال عنه ضروري أو ممكن أو ممتنع، إنه ما هو لا أكثر.

 

إن الوعي ب”الغائب”، في أعمال الفنانة الفلسطينية، هنا يخلع على الوجود في ذاته تعبيرا إنسانيا هو الفضول، وإن الوجود في ذاته يثير لدينا الوعي إحساسا كئيبا، هو الغثيان، وهكذا يكون الوعي دائما وعيا بشيء ما، بقضية شخصية ومشتركة، وأنا أحاول أن أقتفي أثر المعنى في أعمالها، وجدتني أفكر بوعي محسوب، في أبعادها التشكيلية، والفلسفية، لأربط نسقيتها، بما سبق وترسب في حصيلتي المعرفية، والبصرية، ومسامتة الأعمال التشكيلية بالمعارف الفلسفية، في محاولة فهم قصدها من ” الغائب”، الذي يبدو مفردا، ولكنه يتحول إلى الجمع المفرد، والى الفرد الجمع، والى الشخص والشخصانية، والى المواطن والوطن، وإلى العضو والفاعل، حتى يصل الى الوجودي ثم الكوني.

 

لقد قرر” الكوجيتو الديكارتي” بأن الأنا مبدأ أولا وحقيقة أولى، ولكن ” سارتر” لم يتوقف عند الكوجيتو كما فعل المفكر “هوسرل” رغم اكتشافه لفكرة القصد، وهي فكرة تربط ربطا وثيقا بين الذات والموضوع، بين الوطن والمواطن” بما تقيمه بينهما من إحالة متبادلة، قد انزلق إلى نوع من التصورية المطلقة، وظل حبيسا في نطاق الوعي دون الذهاب إلى ما يقصد إليه من موضوعات، كذلك لم يمض “سارتر” من الأنا إلى الوجود الواقعي العالمي كما فعل “هيدجر”، حيث أن “هيدجر” قد مضى، بنوع من الجدل الخالص، وتجاوز الوعي وأغفله ليقرر الوجود ويقيم الانطولوجيا، أما الفنانة التشكيلية رانية عقل، فلم تقف عند الكوجيتو، ولا تتجاوزه إلى الوجود، وإنما نظرت إليه من الأنا الواعي وموضوعه معا في علاقتهما التي لا تنفك، لقد كشفت عن فكرة القصد صراحة، التي هي أهم ما يعطيه الحدس الفينومنولجي، عن مثول الموضوع أمام الوعي وعن اتجاه الوعي ضرورة نحو موضوع ” الغائب”. هكذا يكون الوعي، وعيا بقضية أو بشيء ما، وبهذا تميز الكوجيتو عند رانية عقل. فحين يقول ” ديكارت”: ” أنا أفكر إذن أنا موجود” وهو جوهر قائم في ذاته بالتفكير الداخلي، فهو ينتقل بذلك من الأنا، أفكر إلى الجوهر المفكر المتقوم بذاته ويمضي من ثمة إلى دراسة النفس، وإذا كانت الفنانة التشكيلية رانية عقل بوعي تام قد رفضت جوهرية النفس، فإنها قد اتخذت من الكوجيتو تعبيرا عن الصورة التي تجمع الظواهر في فكر واحد بعينه يترجم بأنا حاضرة ” أفكر” وما يتعقبه من التجميع البصري والمعايشة اليومية للمحيط، وهذه الصورة هي مبدأ متعال، وظيفته التفكير وإعمال الفن بالفكر، أي اتخاذ التوافق بين المقولات الجوفاء وبين الحدوس العمياء، فالأنا عند رانية عقل، هو مبدأ معرفة لا مبدأ وجود، بخلاف “سارتر” الذي يرفض القول بجوهرية النفس كما فعل “ديكارت”، ويرفض الوقوف عند المظهر الوظيفي للكوجيتو، أعني باعتباره مبدأ معرفة ويقين كما جاء صراحة في عنوانة “الغائب” وأعمال الفنانة رانية عقل، إنها ترفض ذلك لأن الكوجيتو عندها، هو المعرفة الفعلية أي المعرفة كوجود، فليست المعرفة فعلا من أفعال الوعي يتعلق بموضوع، وليست شيئا مختلفا عن الوجود- وإنما هي فعل الوجود من حيث هو وعي ومعرفة،و الكوجيتو يقرر الوعي أي الأنا العارف-، والوعي عندها هو الوجود بالذات والمظهر الأول للوجود، إنه فعل وممارسة وشعور فعلي. فهي تبدأ من وجود الوعي” الغائب” لتكشف لنا عن معنى ذلك الوجود، وابتداء الفنانة رانية عقل بالوعي، من خلال مخاطبة المتلقي، بعنوان المعرض “الغائب”، وهو الوجود بالذات، إنه تقرير صريح وجازم بأولوية الوعي من حيث إنه وجود،- هذه الأولوية للوعي هي أولوية فينومنولوجية، أما من الوجهة الميتافيزيقية فيمكننا أن نقرر أواوية الموضوعات أو الوجود في ذاته على الوعي من حيث إن الوعي هو عدم يأتي إلى الوجود، إنه كما يشبهه “سارتر” دودة تنخر في الوجود وتحدث فيه نوعا من التصدع أو التشقق- ، وفي هذا التقرير لأسبقية الوجود تتفق رانية عقل بصفة مبدئية مع الكوجيتو الديكارتي، فبمقتضى الكوجيتو يتقرر وجود الأنا، “أنا أفكر إذا أنا موجود”، أنا حاضر إذن أنا غائب”، والغياب هنا يسامت الوجود، أنت تفكر في شخص غائب، إذن هو موجود، إن الكوجيتو لا يقرر المعرفة وإنما هو يقرر العارف أي وجود الأنا، وكأن بالفنانة رانية عقل تطالب بضرورة الوعي بالمعرفة الكونية لفهم الغائب / الحاضر.

 

إن الارتفاع بالتفكير الفني التشكيلي، عن طريق إبراز المشكلات الفلسفية في ألفاظ وعبارات فنية ومصطلحات، تسائل وجودنا، وتخلخل كياننا، وترج انوجادنا، من شأنه أن يساعد فلسفة الفن المبنية على الوعي المشترك، والمتابعة النقدية الواعية، على الاستمرارية في الوجود والصمود وتحفيز الفنان على البحث في المضامين الفكرية والكونية المشتركة، وإبراز المشكلات الحياتية النفسية والجماعية، ومحاولة تقديمها للمتلقي بهدف تحريك الجامد فيه وإيقاظ ما عف عنه الزمن، لكي يكون لفنه معنى.

إن انشغال الفنانة رانية عقل بأحداث عصرها، ومشاركتها فيها وإبداء آرائها تشكيليا، وانشغال المتلقي بمثل هذه الأفكار التي تحفز الهمم، وتمحص الواقع، وتكشف عن الغائب، من أجل الكشف عن مكامن الخلل، وبؤر التعفن لمعالجتها بالإصرار والتحدي والعزم على مقاومة الفكر الأحادي، ومن هنا تنبع تيمات اشتغال الفنانة رانية عقل : ” الغائب”، ” حق العودة”، ” السنونو”، ” الحلزون”، ” الحرية”،

” الوطن”…وكلها تيمات تنبش في الواقع وتعري الحقيقة لتبدو كما هي، بل أكثر جذبا وتعرية، ومن هنا فهي تؤكد على حالة قلق الفرد الإنساني في بحثه عن المعنى وعن تكامله الشخصي في عالم لا يقدم أي تفسير متماسك ومقبول للأشاء في ذاتها أو السبب في وجود الأشياء بما في ذلك الوجود الإنساني ذاته، على اعتبار أن الوجود أسبق على الماهية، أي أن الإنسان ليست له طبيعة يمكن أن تحدد من هو، وماذا يجب عليه أن يفعل، وإنما يتحتم على العكس من ذلك أن يحدد كل شخص ذاته ومن لحظة لأخرى، فطبيعة الإنسان تتحدد إذن تبعا لتصوره هو لنفسه “وفنه” وإدراكه لذاته بعد أن يوجد، فالإنسان مشروع يقوم نفسه بتصميمه لنفسه كما يكون هو المسؤول عن تنفيذه، أي عما سيكون عليه، وهذا معناه أن الإنسان حر بالضرورة، وأنه يصنع نفسه أو يخلقها بهذه الحرية، والحياة على هذا الأساس عملية طويلة من خلق الذات سواء الفردية أو الجماعية،وفيها يلغي الحاضر كما يلغي المستقبل الحاضر، فالإنسان “الغائب” محكوم عليه بالحرية لأن هذا هو ما عليه، فليس لإنسان طبيعة ثانية ولذا فإن الحقيقة لا يمكن تعرفيها إلا في حدود الإمكان والحرية، والواقع أن الحرية الإنسانية شيء مريع حقا لأنها حرية مطلقة وغير مشروطة، وليس في إمكان الإنسان أن يختار بين أن يكون حرا أو غير حر/ حاضرا أو غائبا،لأنه مخلوق من الحرية، كما أن الحرية هي التي تكون ماهيته وجوهره، إذا كان يمكن أن نقول أن له ماهية، إنه ليس كائنا تتحكم فيه قوى النفس اللاشعورية، كما يظهر في نظرية” فرويد”، كما انه ليس كائنا تتحكم فيه القوى الاقتصادية الاجتماعية، كما يظهر في نظرية” ماركس” عن التاريخ، وإنما على العكس من ذلك فإن الإنسان في نظرية “سارتر” هو ما يفعله، أي أنه حرية خالصة، وليس هناك حرية غير تلك التي يملكها الإنسان الفرد، وحتى حين يتنازل عن حريته لهيئة ما أو مؤسسة ما أو مجتمع ما كما هو الحال في بعض الدول الشمولية، فإنه إنما يمارس في ذلك حريته في قبول حالة الذل والعبودية والاضطهاد، بل إن الانتحار رغم كل ما فيه من جبن وضلال هو ببساطة تعبير نهائي عن سيادة الإرادة الحرة.

 

“الغائب” كيف تحولت هذه الكلمة الى دلالات عميقة وسطحية،وبسيطة ومركبة، أزلية وآنية، كيف اشتغلت الفنانة رانية عقل على تيمة “الغائب”؟؟؟؟ فهي في اشتغالها كانت تستمد مقوماتها من الواقع المعيش من الارتباط اليومي بالمحيط العام والخاص، القريب والبعيد، الفردي والمشترك، وهي كانت تفكر في الغائب على أساس أنه المتمثل فيما أرادة له أن يتمثل أو أن يكون، وكانت مجدة في البحث عن صيغة تشكيلية بتقنيات اللصق والخط والربط والتنظيم اللوني والشكلي والخطي والضوئي، لها “الغائب” بكل تجلياته، لكن حين دخلت اللوحات إلى قاعة المعرض، أصبح ” الغائب” حاضرا،يتمثل في اللوحات التي تستفز بصر المتلقي، وتحور من فكره في عملية الشد والجر، ف” الغائب” كان بصيغة الفرد، وفي المعرض وأمام الجمهور، أصبح جمعا في صيغة الفرد، وفردا في صيغة الجمع، وأصبح لكل فرد داخل قاعة المعرض “غائبه”،وأصبح “الغائب” غائبون وغائبات وغائبة، الضمير/ الأنا / الأرض/ الوطن /القيم/ الدين …. وبطرقة ذكية أصبح الجمهور غائبا، في التفكير في “الغائب”، واللوحات حاضرة، تكشف “الغائب”، الغائب هنا يسكننا، يلازمنا، يحملنا ونحمله في تذاوت مشترك، نحس به، نتفاعل معه، نرسل له رسائل مشفرة، يعشش في ذاكرتنا،ويبسط سلطته التقديرية، الى حين.

أن أكون حاضرا هنا، بمعنى أني غائب هناك.

سعيد العفاسي

فنان وناقد تشكيلي

فاس

 

bottom of page