top of page

"الماء والهواء والشمس" في خربة معين على حدود غزة

 

برواق البيت الأبيض، بخربة معين في منطقة صحراوية على حدود غزة، اختارت الفنانة رانية عقل الاشتغال على النحت لإبراز مكونات عملها الفني الجديد الذي اختارت له عنوانة دالة " الماء والهواء والشمس" وكلها عناصر لا تعترف بالحدود، برؤية لها ابعادها الفنية والفكرية والفلسفية، حيث هذا الثالوث العابر للكون ينبش في ذاكرتنا كل حركاته الانسيابية بكل حرية في كل الأزمنة والأمكنة العلوية والسفلية، تعبيرا عن استمرارية الوجود الذي نقبس منه بعضا من "أنفاسنا وجرعاتنا واشعاعنا" التي تعطينا إنوجادا بليغا وهادفا، وليس صدفة أن تشتغل الفنانة رانية عقل على الصخر وفي منطقة حدودية، صحراوية، نائية، ولمدة تفوق الستة أشهر من الانتظار والترقب، في انتظار الذي يأتي ولا يأتي، من أجل ابراز مكونات عملها الفني بلغة الإزميل والحفر، بحثا عن صيغ ممكن لمحاورة أقانيم الحدود التي صنعها البشر للحد من حرية الطبيعة والفكر، والتعبير عن لغتها الفنية بالنحت لمواجهة العراء الفكري وقساوة المناخ العام، فالماء نعمة لمواجهة العطش للوطن، والهواء أية  للبحث عن الحرية المكبوتة، والشمس دليلا لإختيارات حكمة التداول.

" الماء الهواء والشمس " منحوتات تنتصب في جاليري البيت الأبيض في عراء النقب، إلى جانب أعمال نحتية لأهم الفنانين من أجل المحاورة والصمود، في انتظار عودة عائلة "ستة" – الأسرة الفلسطينية المهجرة-  لكي تنعم بدفء الشمس وحرية الهواء ونعمة الماء.

       الناقد الفني سعيد العفاسي

 

bottom of page